يا أبو تريكة...!

يا بوتريكة

راهن الكثيرون على أن أسطورة أبو تريكة قد انتهت،
وقال البعض أن ما يتبقى في الملاعب المصرية هو شبح اللاعب الذي انتهى
اكلينيكياً منذ حوالي ثلاثة أعوام ليستمر في الملاعب بفضل اسمه فقط.

وكنت من أشد المعارضين لتلك الأقوال، وأصدقائي يقولون أني أؤيد بقاء أبوتريكة في الملاعب
لأسباب غير فنية، أو لأني أحبه على المستوى الشخصي، ولكن ذلك لا علاقة له
على الاطلاق بما أراه في أبو تريكة.

فمن يتابع أبوتريكة في أي مباراة يشارك فيها سيعلم أن أزمته ليس أزمة لياقة، فهذا اللاعب
يجري في الملاعب أكثر من أي شاب صغير بشهادة زملائه في الفريق، كما لم
يسبق أن رأينا أبو تريكة يسقط على الأرض بسبب شد عضلي ناتج عن ضعف اللياقة.

إذن الأزمة ليست في اللياقة، ولكن لها علاقة بالجانب البدني، فجسد أبو تريكة لا ينجح في
تلبية أوامر عقله لينفذ في الكرة ما كان ينفذه فيها من أربع أو خمس سنوات،
لذا كان على أبو تريكة أن ينظر لكرة القدم بشكل مختلف ويلعب بما يتوافق مع حالته
البدنية.

وقد كان .. أبو تريكة بدأ الموسم بالشكل الذي يجب أن يلعب به، المتابعون والنقاد
والجمهور قالوا كلمتهم: أبو تريكة راجع تاني،
وهذا كله لأنه عرف كيف يلعب في المباريات الثلاث الأخيرة بالأسلوب الأمثل.

يلعب الكرة بدون الاحتفاظ بها طويلاً، تمريرات سريعة، كرات مباشرة الى قدم
الزميل دون محاولات المراوغة للمنافس بلا داعي، وتلك هي الأمور التي كان
أبو تريكة في
حاجة اليها خلال المرحلة الماضية بالإضافة الى التجهيز الطبي بشكل سليم دون
التسرع في العودة للملاعب.

وبسبب كل ما مضى حدث ما لم يتوقعه أحد، الأهلي يظهر بشكل مهتز في مبارياته
الأفريقية الأخيرة فيقوم جوزيه بإخراج أبو تريكة من الملعب
فيغضب الجمهور، نفس الجمهور الذي طالب جوزيه بعدم الاعتماد على الكبار
يطالبه بأن يبقى أبو تريكة في الملعب، وتلك نقطة هامة تستحق أن نرصدها.

أما النقطة الأهم فهي تحية جمهور الجزائر لأبو تريكة، فلم أر في حياتي
لاعباً عربياً يتلقى مثل تلك التحية من جمهور عربي أخر في مباريات حساسة
مثلما حدث مع ابو تريكة في مباراتي شبيبة القبائل والمولودية، وتلك أمور تعطي تفسيرا
أخرً لأسباب كون "بو تريكة" أسطورة حية في ملاعبنا لا يجب أن نفرط فيها
بسهولة.